ما حكم ختم القرآن فى أقل من ثلاث ؟

السلام عليكم شيخي الفاضل..

موقف حدث لي في رمضان وكل ما اتذكر السؤال عنه ينسيني الشيطان..ولكن لعله خير ان اضعه هنا فيعرف الاجابة عنه الجميع حتى اذا وضعوا في هذا الموقف يعرفوا الاجابة...
اثناء الاعتكاف كان الاخوة فيما بينهم يشجعون بعضهم على ختم اكبر عدد ممكن.. فجاء احد الاخوة وقال بانه مينفعش ختم القران في يوم.. استناداً الى حديث عبدالله بن عمرو بن العاص
[size=12]ساله رسول الله صلى الله عليه وسلم(كيف تصوم؟). قال: أصوم كل يوم. فقال (: (وكيف تختم؟) قال: كل ليلة، فقال (: (صم في كل شهر ثلاثة، واقرأ القرآن في كل شهر)، فقال عبد الله: أطيق أكثر من ذلك؟ فقال (: (صم ثلاثة أيام في الجمعة)، فقال عبد الله: أطيق أكثر من ذلك، قال: (أفطر يومين، وصم يومًا)، قال عبد الله: أطيق أكثر من ذلك، فقال (: (صم، أفضل الصوم صوم داود، صيام يوم وإفطار يوم، واقرأ في كل سبع ليالٍ مرة) [البخاري].
او برواية اخرى للامام احمد روي أن عبد الله بن عمر أتى النبي صلى الله عليه وسلـــــــم ـقـال يـارسـول الله فــي كـم أقــرأ الــقـــرآن ؟ فــقــال : " فــي ثــلاثـيــن " فـــقــال ابـن عـمـر : فــي ثـلاثـيـــن! إنـي أطـــيــــق أكــــثـر مــن ذلك ـقـال : فـفـي " عـشـريــن " قــال إنـي أجـد قـوة قـال "فـفـي عـشر " فــقــال : فــإنـــــي أطـــيـــق أكــثــر مــن ذلــك ! فـقــال :" فـفـي خـمـــس" قال يارسول الله إنـي أطـيـق أكـثـر مـن ذلـك ! قال صلى الله عليه وسلــــــــم " فـي ثـلاث ولا أقـل مـن هـذا"وقال صلى الله عليه وسلـــــــــــــــــم " مــن قــرأه ـ أي الــقـرآن ـ فـيرواه الإمام أحمد ( الحديث : 2/ 164) أقـل مـن ثـلاث لـم يـفـقـهـه "
فهو استناداً الى هذه الجملة قال بانه ليس صحيحاً الختم في اقل من ثلاث.. فرددت عليه بالاثر الخاص بالامام الشافعي انه كان يختم القران في رمضان 60 مرة.. ومن الاكيد ان الامام الشافعي رحمه الله كان على علم بهذه النقطة وله دليله.. طبعاً تركنا الكلام حتى لا ندخل في جدال في رمضان على ان نبحث في هذا الامر بعد رمضان.. فما الدليل شيخنا الفاضل وكيف الجمع بين هذا الحديث وبين الختم في يوم واحد او مرتين في يوم كما فعل الامام الشافعي رحمه الله..؟؟
جزاكم الله خيراً شيخنا


سم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أما بعد ...
فإن فهم وفقه القرآن بالنسبة لمن قرأه في ثلاث يختلف فيه حال الناس بحسب مؤهلاتهم اللغوية والعلمية والإيمانية، فإن من عنده علم بلغة العرب من أهل الإيمان يفهم منه ويفقه أكثر مما يفقه غيره، ومن لا علم عنده باللغة قد لا يفقه منه إلا القليل، ومن لا إيمان عنده قد لا يفقه منه شيئاً كما أخبر الله عن حال بعض الكفار فذكر أنهم لهم قلوب لا يفقهون بها، والمقصود بالحديث أن من قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقه أي لم يفهم ظاهر معانيه في هذه المدة كذا قال صاحب شرح الجامع الصغير وصاحب شرح سنن ابن ماجه.

ولا يفهم من الحديث أن قراءته في أقل من ثلاث لا تجوز، إذ المنفي في الحديث هو الفقه والفهم وليس ثواب القراءة، فلا يلزم من عدم فهمه في أقل من ثلاث تحريم قراءته في أقل منها، كذا قال العراقي.

ويدل لهذا أنه نقل عن كثير من السلف ختم القرآن في أقل من ثلاث، كما نقله النووي في التبيان
فارجع إليه تجد نهمتك أيها السائل ، والله المستعان

المصدر موقع

منج الاسلام الشيخ هانى حلمى